مع اقتراب العودة الى تحديد تسعيرة المحروقات للشهر المقبل والتي سعلن عنها مطلع الاسبوع المقبل، وبالتزامن مع اصدار فاتورة الكهرباء لشهر نيسان للاسبوع الذي يليه وبحسب التعرفة الجديدة، هناك عدد من السيناريوهات التي تنتظر الحكومة بخصوص التسعيرة والمواطنين بخصوص الفاتورة فما هي هذه السيناريوهات؟.
المحروقات:
ففي المحروقات أمام الحكومة عدة سيناريوهات ممكن ان تذهب اليها، اولها أن تعود الحكومة في تسعيرتها للشهر المقبل الى اسعار ما قبل عمليات التثبيت وبأثر رجعي لأسعار المحروقات والتي كانت قد ثبتتها على المواطنين جراء دخول فصل الشتاء وللتخفيف على المواطنين نتيجة ارتفاع استهلاكهم من المحروقات، وفي حال تم تطبيق التسعيرة بأثر رجعي فان عملية الرفع ستكون كبيرة على المواطنين وقد تنعكس على معدلات الاستهلاك لديهم وقدرتهم الشرائية ما قد ينعكس على معدلات التضخم المرشحة للارتفاع نتيجة ارتفاع الاسعار العالمية، غير ان هذا الخيار اخر ما قد تفكر فيه الحكومة وخاصة انها تعمل على كثير من الاجراءات التخفيفية لضبط التضخم ودعم النمو والقدرة الشرائية.
وأما السيناريو الثاني، أن تقوم الحكومة ومن خلال لجنة تسعير المحروقات بالتدرج في عمليات الرفع من خلال عكس الاسعار عما كانت عليه قبل التثبيت على الاسعار الحالية وبشكل تدريجي لتعويض خسائرها التي تحملتها جراء عمليات التثبيت، وعندها ستكون عمليات الرفع مستمرة لفترة ليست بقصيرة وخاصة في ضوء التوقعات التي تشير الى احتمالية استمرار ارتفاع اسعار الطاقة الى العام 2024.
وثالث تلك السيناريوهات، أن تذهب الحكومة في تسعيرة هذا الشهر الى معادلة متوسط اسعار النفط للشهر الحالي مع متوسط اسعاره للشهر الماضي وكما هي عمليات التسعير بالوضع الطبيعي التي كانت مطبقة ما قبل عمليات التثبيت التي قامت بها على مدار الشهور الستة الماضية والتي تحملت بها ما يقارب 170 مليون دينار تقريبا، وبتطبيق هذا السيناريو ستكون نسبة الرفع بسيطة جدا ولا تذكر لن يشعر بها المواطنون والمستخدمون وستبقى القوة الشرائية لديهم ضمن المعدلات الطبيعية وتحافظ على عدم رفع نسب التضخم، وذلك لأن المحروقات تدخل في مختلف مناحي الحياة الانتاجية والاستهلاكية، وهذا أقرب السيناريوهات التي يتوقع أن تسلكه الحكومة ولجنة تسعيرها.
الكهرباء:
أما بخصوص الكهرباء وتعرفتها الجديدة التي بدأ تطبيقها منذ مطلع الشهر الحالي وضمن فئتين فئة مدعومة من خلال التسجيل على منصة دعم الكهرباء والتي لن تمس ما يقارب 93% من المستخدمين وما بين فئة غير المدعومين والتي ستطبق عليهم التعرفة الكهربائية الجديدة، فان امام المواطنين سيناريوهين، أولهما ان تستقر فاتورة الكهرباء عليه وان لا تشهد اي ارتفاع نتيجة التسجيل على منصة الدعم وهم كل من استهلاكهم اقل من 937 (ك.و.ط) في الساعة وهم من لن تمسهم التعرفة ولن يشعروا بأي تغير على الاطلاق.
وأما السيناريو الآخر ان يتفاجأ كل من لم يسجل على منصة الدعم في فاتورة اعلى من سابقتها بالضعف على أقل تقدير، وخاصة ان هناك جزءا كبيرا ما زالوا لم يسجلوا حتى الان في المنصة لغايات الاستفادة من الدعم، وعلى ذلك ستكون الفاتورة المقبلة وغيرها من فواتير الشهور المقبلة مرتفعة الى حين تسجيلهم والتحاقهم بالركب.
ختاما، وأمام تلك السيناريوهات ما على الحكومة إلا أن تتعامل مع المحروقات وتسعيرتها للشهر المقبل وفق معدل متوسط اسعار النفط للشهر الحالي مقارنة مع الشهر الماضي لتكون عمليات الرفع بسيطة ويكون المواطن قادرا على تحملها، وما على المواطن ورب المنزل سوى ان يبادر للتسجيل للاستفادة من دعم الكهرباء لتجنب عمليات الرفع على فاتورة الكهرباء الشهرية له.